Wednesday, December 4, 2013

نوة

حين تمطر و انت لست هنا ،،

تجاربي في الدنيا قليلة ،، و تجاربي في تجريب نفسي في موقف او حالة اكثر قلة ،، 
اسبوع مر ،، او اسبوع مر ،،بفتح الميم او ضمها ان شئت ،، عشته و انا اقاوم مخاوفي و وحدتي،
انتظر مكافاتي بان اراك في اخره

،، لقد بذلت الكثير كي ابدو امامك صلبة قادرة علي تحمل مسؤلية نفسي و مسؤلية البيت ،، فتاة شجاعة ،، تستيقظ في الصباح تذهب الي العمل بدون وجبه افطار في الاغلب،، تنهي مهام يوم العمل الهاديء و الرتيب غالبا في هذا الفصل من العام ،، تعود للمنزل لتتناول شطيره جبن مع كوب نسكافيه،،  فانا لا اطبخ لنفسي ابدا ،، لا اطبخ وانت لست هنا ،،

صوت التليفاز عالي كي يغطي علي ضجيج يحدثه تزاحم المشاعر و الافكار في المسافة بين قلبي و عقلي ،، افتح صفحة الفيس بوك علي اجد لك اثرا ،، تعليق ربما  ،، كلمة في رسالة ،، او حتي مجرد اعاده بث لموضوع لفت انتباهك ،،
 معلقة عيني علي  احرف اسمك المنير المستقر دوما يتوج  قمة قائمة الاصدقاء الملاي باسماء لا اعيرها اهتماما الان ،،
 الوقت يمر ،، وانا انتظر ،،

اغلق الابواب جميعها كل حسب طريقتنا في اغلاقه ،، و اجلس في السرير في مكاني محافظة لك علي المساحة التي تخصك وان استصغرتها انت و عاتبتني دوما علي انتشار اطرافي المترامية الاستعمارية في حيزك  تغتصب منه الكثير ،،و تضجرك  

اريد ان ابدو  اكثر صلابة امامك ،، و امامك انت وحدك ،، لا ادلل نفسي وافرحها  بكيفية مجابهتها  لمواقف قد تبدو تافهه جدا حقا في نظر الكثيرين ،، لكن ربي يعلم كم هي فعلا قاسية علي ،، اصلا انا لا يعنيني الاخرين و ما يتوقعون ،،لا اقارن نفسي سوي بنفسي ،، ما املكه ما استطيعه ،، ما ابذله برغبة مني او بدون 

انها تمطر الان ،، تستخدم انت كاغلب اهل الشمال مفردة . تشتي . تنطقها و انت مبتسما غالبا ،، فالشتا خير ،، يغسل الدنيا و يغسلنا  ،،قد يكسي النفس بهاله من شجن جليل وبعض الحنين ،، يضيف المزيد من المودة  بيننا حين نحتسي الكاكاو الساخن امام فيلم رائع اخترته انت خصيصا لليلة شتوية كهذه ،، و المزيد ايضا  من الرحمة حين  نتدثر بعده باجساد بعضنا انت وانا ،، اطراف متلاحمة ،،  كف بكف وقدم بقدم انفك في صدري يتنفس رائحتي و يغلفني بزفير دافئ  هادئ الايقاع اعشق رائحته وانت تعرف

انها تمطر الان و انا هنا في فراشنا وحدي ،،في اقصي طرف للفراش  محتفظة لك بالمساحة الاكبر ،، 

يغالب صوتك الاختناق و تقول انك لا تدري بشان غدا ،، استاتي ام تستكمل اسبوعا اخر في الغربة ،، غربتك و غربتي ،، وانا اغالب ضجيج دقات قلبي ولهفتي بابتسامات منحسرة متكسرة
   ،، محمود ،،  اقول لك سر ،، لقد طبخت لك اليوم 

انها تمطر ،، زخات قوية لا نحظي نحن القاهريون بمثلها ،، افتح رواية رضوي عاشور التي اتابع قراءتها الان من علي التابليت ،، طبعا كما تعلم نسخة مسروقة متداولة علي احد مواقع المكتبات الاكترونية  الخيرية  هكذا اسميها و التي اعشق تنزيل الكتب منها و تستحرمها انت

تتدحرج عيني علي الاسطر ،، سطر فالثان ثم اتوقف ،، افتح صفحة للكتابة اعلم اني ككل مرة ستبوء محاولتي لاقتناص المعني  بالفشل  ،، فانا ادرك جيدا ان الصمت استوطن  لساني رغم زخم المفردات الذي يجتاح قلبي اجتياحا  ،،
 لكنه  الملل او ذهد ،، او ربما احساس ان لا شيء يستخق عناء البوح   بعد كل ما كان و ما سيكون،، اعني الشان العام و ما تبعه من تشكيل علاقتنا بالاشياء و الاشخاص،، المواقف و الوطن ،، 

انها تشتي يا محمود و انا حقا جدا افتقدك


No comments: