Saturday, May 24, 2008

كــابوس

ان تقوم بعمل "بلوك" لأحدهم من علي قائمة الماسنجر خاصتك .. او" ديليت " بشكل قاطع و نهائي لهذا الوجه تحديدا من بين الوجوه التي تتطلع اليك من قائمة الاصدقاء عبر حساب " فيس بوك "الذي تملك كلمة ســـره .. لهو اجراء غير كاف اطلاقا لمنع تسلله بكامل هيئته و تفاصيله ليلا
متسربا اليك عبر باب عقلك الباطن الذي غالبا ما تنساه انت مفتوحا نهارا
لتفاجأ به ..!! مع دقات انتصاف الليلة التي يعلنها تأرجح بندول الساعه الحزين المصلوب فوق حائط الصالة
يزهلك انضباط موعده - تماما ككل ليلة - خارجا من خزانة ملابسك الساكنة في سواد الغرفة
منتعلا حزاؤك المفضل ومتزملا بملاءة سريرك الوردية, يخفي تحتها ازياؤه الاسطورية التي يبدلها كل ليلة بحسب دورة الذي يلعبة فوق خشبة زهنك المشوش المرتبك
يأتيك مبتسما وقد مد اليك كفين مدسوس فيهما اقراطك الفضية او سلسلة المفاتيح .. ثم يضحك ضحكة الاشرار تلك التي تعرفها بدورك انت جيدا ... الا تعرفها ؟
ويظل يقهقه و يقهقه .. حتي يوقظ جميع النائمين في الغرف المجاورة مفزوعين
يطرقون بابك الذي سقط مفتاحه في البقعة الاكثر اظلاما بالغرفة
فلا يجيبهم صراخك المكتوم ولا خصلات شعرك التي ابيض بعضها و تساقط الاخر فوق وسادتك المبتلة بدموع الليله السابقة

Thursday, May 1, 2008

تدوينة لم تكتمل لظروف نفسية

علي غير العادة اخذت اقلب في الأرقام و الاسماء التي يحويها سجل الهاتف و الذاكرة , أسماء غلفها التراب المعتق في قبو تليفوني وأدواره السفلية .. تخلي اصحابها عن مصاحبتي و تخليت ايضا بفعل مشاغل الحياة ربما و دوائرها الطاحنة ,التي تأخذني و تأخذهم من نقطة لمنحني للحظة سقوط مدوية قد نرتقي بعدها ثانية الي قمة الدائره استعدادا لسقوط اقوي و افزع و هكذا
كان هذا في لحظه مركزة من لحظات الوحدة التي لم تعد تتوقف عن انتيابي علي فترات اشتد تقاربها هذه الاحايين
********
لم تأخذ فكرة محاولة التواصل مع الماضي مني الكثير من الوقت لأقرها .. هي فقط جرجرت الذكريات المشبوكة في طرف حبلها الممدود
من سحاقة الماضي و البعاد اتت الذكريات واحده تلو الاخري .. الكثير من الوجوة الغائبة تجسدت كاشباح ضاحكة باكية قافزة ساكنة شاكية صامتة متأملة متألمة حزينة , او يلمس دخان لونها شعاع من فرح
********
تحولت مخيلتي اللامعة الي ساحة رقص صاخبة اجتمعت حول حوافها الوجوة القديمة كلهم ينظرون اليَّ وانا اتوسط الحلبة .. خجلي وحزينة.. هل ينسجمان الحزن و الخجل!؟
اتلفت حولي ,كفاي يحتضنان عريَّ اكتافي , يداريانهما عن عيون – بعضها - يترقب , و الكثير غير مكترث , تلقمني شعاعات الضوء غير المنتظم المتساقطة من المصابيح فتجرح جمال مهتريء لم يصمد امام الوجوة الاخري المستترة بالمساحيق و الاقنعة
********
الوجوه الراحلة حتي في عزحضورها غائبة
والاخري في عز غيابها لا تكف عن تأكيد الحضور .. وانا بين هؤلاء و اولائك لا اكف عن كوني وحيدة يكسرني الاغتراب
حبيسه داخل جسد لم اعتده و يعتدني برغم طول مكوثنا سويا
لا اقدر علي الفرار منه و لا هو يفر مني و يلبس روحا اخري اكثر قدرة علي التفاهم مع هذا العالم الماجن العجيب
********
كانت الارقام التي اطلبها في لحظة يدق قلبي كثيرا استعدادا الي حرارة لقاء - لم يحدث - قد فقدت علي الارجح ظلالها من البشر اللذين يحملونها في حقائبهم كشريحة داخل تليفون محمول
كثير من الارقام لم يجيب اصحابها ربما لان توقيتي كان سيئا
بعض الارقام كانت غير متاحة مؤقتا , علمت بعدها ان اصحابها هجروها كيفما هجروني قبلها و رحلوا الي ارض جديده ببيوت جديدة وصحبة جديدة واراقام جديدة لن اعرفها ولن احاول التواصل معها , اما الوحيد الذي اجاب فقد فكان لصديقة تزوجت وتركت شريحتها لاختها و اصبحت هي بلا رقم
********
دوائر دوائر لا تتوقف عن اللف ولا نحن داخلها نتوقف عن كوننا نقاط صغيرة بلا حول و لا قوة نؤطرها وندور مع عقارب الساعه او عكسها بحسب ما يفرضه قانون سير التروس العظيم الذي يحكم كل الدوائر الفارغة.. المفرّغة