Tuesday, August 25, 2009

خــــــــــال مـريم

بعد طول انقطاع عن الكتابة .. اختارك أنت يا الجميلة مريم .. لأبدأ معك البحث عن .. لسان الحكي ..
لسان الحكي يا مريم ..هذا الذي يحارب معي أشباح الخوف حين تطاردني في ليالي الوحدة .. و مسوخ شائهة مصنوعة من عقارب الزمن اللاذع

لســــان الحـــكي
فقد احدنا الآخر في زحام مولد سيقت اليه قدماي يوما يا مريم .. والآن اناجيكي يا الجميلة اسألك بطهارة قلبك الذي مليء بنور البراءة ان تجعلي من عينيك الوضّـاءة لي نور .. اري به في عتمتي

كُوني لي مصباح و طريق نصف ممهده في مغارة أولها تحت جزع الشجرة العجوز, التي اطل عليها من شرفتي, وأخرها يكون الدرب الموصل للسان الحكي
تجربة
هي محاولة يا مريم .. قد تصيب و قد يسوقني قدري الي منطقه أخري ابحث فيها عن قدره أخري و طريقه في الاستبصار تقيني عتمه ليلي الثقيل

لماذا مريم ؟
تسالين يا مريم لما اخترت خضار عيناك ليكون حقل تسافر بصحبته قاطرتي .. مداه بطول رحلتي و الطريق ؟؟
أقولها لك صريحة يا مريم و بلا مواربة ... انت الأثيرة الي قلبه يا الغالية
ما ان تظهر بدايات اسمك علي طرف لسانه حتي تستحيل بقاع التوتر فوق صفحة وجهه انهار من نور ..و تنقشع كل الغيامات يا مريم ويكون القـَــسَم الموصول باسمك دليل قاطع علي صدق القول ..فلا حاجه لأي دليل او إثبات .. فانت الصدق يا مريم وقصيدة .. بل تعويذة يتلوها علي أذن السامع , تتفتح بك لحروفه القلوب و الأذان .. الصدق الخام انت يا مريم, هكذا بدائيا ابديا جميلا.. لم تغير لون صفاءه عكارة الحياة
هـــــــو
احكي لك يا مريم عن خال محمود
يلتقط لك الصور ويملا جيوب أثوابك بالحلوى و العملات ,و أذنيك بالحكايا الشيقة و الأغنيات.. أغنيات حفظها ليلهو بها مع جمال غمازاتك يا مريم
تظهرين في حجرته فتتفتح ابتسامته الطيبة لتظهر معها كل مشاكل اسنانه التي اخفق معها الطب الحديث وفاقم من أمرها ضيق الوقت و صفات منها كونه خال كسول
انت الوحيدة بين أقرانك التي لا يمنعه ضجر او الصداع او مزاج سيئ و طول اصاب يوم العمل, من زجها مطرودة من جنة أعدت له كونه من المتقين .. جدرانها و رديه و سريرها يتسع لفردين .. جنة ولوجها حلم يراود كل طفل و فتي خطت قدميه عتبة هذا الدار

احــــــــبه
لساني يا مريم الطاهرة لا يمل تكرار كلمات الحب علي مسامعه.. لكن بعد وقت , اظن ان بكارة الكلمات قد تصيبها شائبة..لست بالضرورة اعني فقد بكارتها.. و انما استهلاكها قد يخلق اطار مطاطي من ملل
بطريقتك انت يا مريم قولي له .. قولي له عن لساني, و لكن بلسانك الحلو انت الذي يتلون حسب طعم اللوليتا و المصاصه التي تلعقينها .. احمرا او برتقاليا او ورديا
رأيت لك صورة يا مريم بلسان اخضر .. ماذا عساك كنت تأكلين وقتها ؟!
قولي له يا مريم بلون اللسان الذي تفضلينه .. اني احبه حبا لم يعرفه قط قلب انسان
قولي يا مريم
ردددي علي مسامعه
ان لم تبقي رقعه في القلب لم تمس و اني لأجل عينيه ..هو فقط يا مريم .. صنعت قلبا جديدا عكفت عليه أياما طويله .. لم يوقفني قيظ صيف و لا برد شتاء.. عملت عليه بدأب فتاه تحب .. غزلت الخيوط و نسجتها و قصصتها و حكتها قلبا جديدا طازجا لم يمسسه قبله انس و لا جان .. خبريه يا مريم عن ذاك القلب .. لا يشاركه فيه سوي بقايا من حب الوطن ..قلب يتمرغ في رحابته كيف يشاء ..يجري و يلهو و يقعد و يكتب و يغني و يشاهد افلام و ينام ... قولي له ان للقلب شرفة و حديقة .. زرعتها خصيصا له بنجيل اخضر و اشجار سامقات و نخيل .. و لم انس الحشرات الصغار الصفر التي تداعب معصميه والنمل الذي يفضح خطواطه بياض القميص الذي احب .. و سأكون موجوده دائما كي اتتبع باناملي فوق كفيه و معصميه و جسده تلك الحشرات الصفراء الصغيره ..ابعدها تارة ..و الهو بها فوق جلده الناعم تاره اخري ..

امينه انت يا مريم .. اعرف عنك ذلك
اعلميه ان توتري و قلقلي ناجم عن مقدار طاقه لا يسعها قلبي تؤرقني.. قولي له اني فقط اخشي
اخشي يا مريم ان افقده
ان يتركني وحيده في منتصف الطريق .. تصفعني العربات من كل اتجاه فأموت .. ثم اموت..الف مره اموت.. ثم ابعث من جديد معذبه مستذله بنفس الداء والانكسار.. نفس اماكن الردود و الشروخ و الالام
ابلغيه انّا بشر شائهون .. كلانا موصوم بعذابات قديمة واحلام لم يبقي منها –ان بقي- سوي رماد .. وان البر الآمن موجود ..وان يدينا لبعضنا اكثر امننا حتي في عز الخوف من الف شاطيء قريب
واني احبه و اجدد ايماني به كل صباح و مع كل وضوء ..
وانه لي الدنيا اولها و اخرها وانا عوضه عن قسوة الايام
فهلا تماسكنا وتوحدنا و تشكلنا بصلابة مرنة امام هزات الطريق ؟