Sunday, April 20, 2008

انا في انتظارك

جرم عظيم و خطيئة كبري هو ما تقترفة ضد حياتك بممارستك المستمرة لفعل الانتظار
ما قد يأتي سوف يأتي ولن يغير من الامر شيئا ان تترك تفاصيلك المختلفة تمضي دون اكتراثك , و تظل أنت حبيس انتظار شخص ما .. شيء ما .. حدث ما
لا تنتظر فقط امض في طريقك و لا تشيح بوجهك -و لو قليلا- لتتـبين ترقب احدهم لأفعالك .. صعودك العظيم و خطاك المرهـفة القادرة
كلمات استهل بها تسابيحي الصباحية .. ولا افتأ اتجاهل مغزاها تماما بل ولا اتوقف عن مناجاة النجوم وإعداد فناجين القهوة لا يشرب ريحها الثقيل سوي فراغ الحجرة .. ولوعة الانتظار
***********
قد يرنو قليلا هذا " المنتظر" فيأخذني الظن بأن اوانة قد حان .. وان المسافة بيني و بينه تتقلص لا يقطع وصلنا سوي نقاط ثلاث فوق السطر المكتوب تعلن فاصل من الوقت ايذانا ببدء سطر جديد .. حلم جديد .. قصة جديدة .. واقع مختلف
لكني لا البث ان استفيق لأجد نفسي امام آخر النقط وثالثها في شطري الآخر البعيد.. اندهش من عبث الحياة و عجائبية هذا الذي يتلفت حوله كأنه لا يراني او يعرفني وكأنني لم أضيع العمر في انتظاره هذا الاحمق العنيد
**********
ابتسم لساذجتي ثم لا اكف عن ترتيب الحكايا و الاقصوصات بجوار بعضهم بعضا , ولا افقد اثر تلك الشقية التي تفر بعيدا ثم تقفز داخل كومة من الأفكار الشعثاء .. لا أمل تتبعها و انتشالها من غيابات الفرقة و البعاد
**********
محاولات فاشلة في تسجيل أحاسيس وقتية قد تعني شيئا في المستقبل البعيد وقد لا تعني .. املٌّ هذا احيانا .. لكني لا اتوقف عن ممارسته تحت سطوة الاعتياد

ولا شيء !!

هل صادفت يوما مثل ذلك ؟
اشعة تتسرب اليك عبر نوافذها المفتوحة الممتدة بطول جسدها الشفاف النقي
ليست لوح زجاج ..قلت لك مرارا انها ليست لوح زجاج
قد تكون شفافة .. ينم عن دقائق دواخلها ما يظهر من تفاصيل علي السطح
ربما قد تشترك في قدرتها الضعيفة علي مقاومة الانكسارات رغم صلابتها مع الزجاج .. لكنها علي أي حال ليست لوح زجاج
اتفق معك علي انها غير قابلة لاعادة الصياغة اذا ما خـٌـدِشت باظافر احدهم
اتفق معك ايضا علي انها اذا ما تعرضت لمحاولة تهشيم فانها قطعا قد تثـأر لنفسها المحطمة بجـرح الفاعل .. تـُمزِّق شرايينه ان صح التعبير
دعنا نقل انه ليس انتقاما.. لم يذكر احدا ها هنا كلمة انتقام.. بل علي الارجح هي اقرب لمحاولة تطهير.. مقايضة الامها بصك غفران يـُسَلَم بعد تأنيب و تعذيب جسدي مروع لمن اقترف تجاهها فعل الايلام
الم اقل لك انها ليست لـــوح زجاج!؟ .. هي فقط انسان ..!! انسان رقيق

Saturday, April 12, 2008

مزاج مترب بفعل الخماسين

ارهاصات فتاه تفتقر الي الطاقة و لا تقوي علي البوح
يعلن حربه علي خرس بياض الصفحة قلم ارعن يجري يمينا وشمالا لا يتوقف لحظة.. يرسم قطة , زهرة , او علم احمر..لا ينهزم فيستسلم ثم - ببطء- انكسارة يرفعة راية بيضاء كورقة لم تـُعلن فوق نصاعة جبهتها معركة مع قلم احمر ********
عن البنفسج الذي فقد قدرته علي الابهاج فأصبح أيقونة للحزن مضفرا بالحنين
قلم احمر يتجرد من كل غباء في تلك الحظة لو ان حبره امتزج باخر اصيل خالص الزرقة.. لكان نتاج الزيجة المباركة قلما جديدا .. لدمه لون البنفسج و لمزاجه حزن مستور داخل سبل البهجة و طقوس اخري يكتسبها بفعل ممارسة الحياة .. بممارسة فعل الحياة
********
عن مفردات الحزن.. و عن الكتابة كوسيلة لنزف الالم
ينفض عن جسده النحيل كل البصمات و لا يٌبقي سوي خاصتي تلتف حول عنقة الممطوط القلم .. تضغط أكثر .. تخنقة حتي يلفظ اخر الانفاس .. اخر الكلمات بعدها ,يقف الكون بمجمل تفاصيلة دقائق للحداد , او ينظم قصيدة رثاء لا يلقيها احد .. لان الجميع قد فقد الالسنة
********
عن جسدي الذي يتأكل .. يذوب قطعة قطعة ,سنتيمتر يتبعه أخر
في معمل التحاليل يجيب علي اسئله البطاقة قلمي الاحمر .. يملأ الاماكن الشاغرة ببياناتي الشخصية نفس البيانات في كل مره ,لا شيء تغير نفس الاسم و العنوان و رقم الهاتف و اللقب الذي يتبعه اسمي .. لا شيء تغير .. فقط واحد صحيح يضاف الي خانة الاحاد في عداد العمر!!
********
خماسين تردم القلب ترابا
قلم يمطر احزانه بقعا علي سطح الورق , يغير تضاريسه .. يجعل له عمقا , بعدا ,و تاريخا, ما كان ليكتب لولا كثافة لحظة قرر فيها قلم احمر ان يرشق بحجارته قلوب المارين فوق جسد الصفحة.. فينزفون دماء لا تنافس حمرتها الخضب الذي أحدثه قلم, فض بكارة صفحة.

Wednesday, April 2, 2008

بـــدايـــة

كــانت الحمائم هـن اول من نجي
صغارٌ كنُّ .. يطرن لاعبات من غصن الي فرع الي سلك الهاتف الممدود بطول النهر, مولفاً و مقرباً بين شمالة الخصب و جنوبة الطيب الدؤوب

الحكـواتي الكهل مصحوبٌ بنواح ربابتة ممطوطة الاوتار اسفل شباكي نصف المفتوح يرنم
وعن الايام و المواسم حلوها و مرها , عسيرها و يسيرها .. يقول
يخُّبرالناس في البيوت , و المارة في الطرقات ..عن البطولة و الانكسار
يحكي عن مواسم الفيض .. وعن الاخير الذي حل طوفانه ذات يوم بعيد في غير الميعاد
فكان اسوداً كئيباً متسربلا بالخراب
عن الفوضي التي عمت , والعويل المبحوح الذي لازم الحناجر
البيوت التي ذاب طينها اللبن في هدير الماء , والشجر العالي يبتلع انينه المكبوت ويسقط صريعا بعد ان تبتر العواصف الهوجاء و- بلا هواده - رقابه السامقات

و الخلايق في لحظة فاصلة يتدرعون .. ثم ينادون السفينة.. فتأبي , يستجدونها فيكون تدللها في اللحظة الحاسمة هوبمثابة رفض شامت غير مبرر او مفهوم لانقازهم من عواء امواج مفترسة يزوب في لعابها لحمهم الحي

حين يتشح الفقر بقلة الحيلة تجد الزل يترقرق في العيون الكسيرة
بعدها .. يقتحم القلوب - غازيا - فــظافرا .. اليأس
قضي الامر
بعد الطوفان .. يأتي السكون .. يلف البقاع , وقبضته اللينة يرخيها حول الارض الخربة و اشلاء الحياه التي تبعثرت
كيفما اتفق

كان هذا هو النصف الفارغ من الكوب .. !!
اما عن الاخر الممتلئ , فتحكي الربابة بعد استعادتها لجزء من ثقتها بنفسها فقدته اثناء الحكي لبشر بلا اذان تسمع و قلوب تشعر و عقول قادرة علي اتقاء الطوافين المقبلة
تقول ..

ان الموت الذي حاصر الجميع لم يتمكن من الاحرار و زوي الاجنجة ..!!
وان الحمائم كانت هن اول من نجي
صغارٌ كن .. يطرن لاعبات من غصن الي فرع الي سلك الهاتف الممدود بطول النهرواصلا بين شمالة و جنوبة

في السياط الاسعه التي جلد بها الهواء الاجنحة الحرة البريئة كان الانذار الاول
لم يخفن .. فقط تعجبن .. لم يجرح ضئالة اجسادهم و براءه اللعابهم هذا الهواء الذي هو كان بمثابة اب روحي .. يلقون بانفسهم في احضانه الضاحكه المرحبة دوما ..!؟
وحين رأت اليمامه "زرقاء" - هكذا يدعونها - بنظرها الثاقب و حكمتها الباديه رغم حداثة سنها الماء غير هاديء يتماوج مرتفعا و يبلل بطيشه اخضر الضفتين ..حزّرت .. فكان الانذار الثاني

حين تتشح " الرغبة في البقاء " ب" الخير و الجمال ".. تجد العزة بارقة ناصعة في المقالي الحرة
بعدها .. يقتحم القلوب غازيا فظافرا .. الامل
ربما مشوبا بالتوجس من المجهول و لكنه علي اي حال امل

لم يخبر الحكواتي كيف قويت اجنحة الحمائم علي مغالبة هواء عتيد يأتي منذرا بطوفان عظيم .. ولا متي اتخذت قرارها الصعب بالرحيل مؤقتا عن الوطن المنكوب .. ولاعن جسر العودة الممدود بين الوطن البديل المؤقت و الاصلي المحفورة تفاصيله علي الخلايا و جدران العروق سري فيها قبل الدماء
فاطلاق الخيال لاستنتاج تفاصيل التجربة هو غاية الحكواتي .. و وسيلة البشر .. للحصول علي عقول مرنة واعية لا يعيث فسادا في تلابيبها الصدأ
فقط غني ان قد عادت الحمائم وفي اقدامها الخير تبدره حياة جديدة و تهديه لخصب الارض .. و في حناجرها النغم تطلقه اغنيات جديدة تهديها لروح الوطن