Sunday, June 12, 2011

تدوينة لحبيبي محمود

عايزة اكتب عنك ..

عايزة اكتب ليك

كلمات مفرحة ما فيهاش اي مسحة حزن او كأابة او شُبهة ضجر ..ولا حتي كلمات مهزومة و مستسلمة

ولا جمل تنعي الماضي بكل ما فيه ..او حنين ابله لاشياء , تسترجعها الذاكرة ثم تضفي عليها بأداء سينمائي رديء بعض اللمسات التعبيرية جدلا اوعاطفية مؤثرة

كنت قد فكرت في بعض العبارات .. لكني الان و بنفس راضية مطمئنة قد تنازلت عنها ,كي تنتهي مع الحبر الرديء الذي كتب بها و بالخط الاعوج ذاته في سلتي بجوار الكوميدينو ذو الادراج الثلاثة لانها - و رغم نبرتها المتحمسة - افتقرت الي ذلك الدفيء الذي اود جدا ان اغلف به تدوينتي تلك

تدوينة اهديها لك انت وحدك يا حبيبي محمود

ربما اكون قد فقدت قدرتي علي التعبير كتابة طبقا لنظرية الاهمال و الاستعمال .. و لكني لاجل عينيك الجميليتين سوف اجتهد في ان اجعل من نصي القصير الاتي هدية بسيطة لك في هذا اليوم ..

اليوم بالطبع هو ليس عيد ميلادك و لا عيد حبنا .. اليوم هو فقط 12 يونيو .. يوم عادي جدا في سنة غير عادية

اظنه لاجل هذا تحديدا قد خلقت الهدايا ..ليس لتثقل علي كهولنا و تزيد الاعباء المادية في مناسبات تخص ناس تزيد او تقل مشاعرنا الحقيقية نحوهم, لكنها علي الارجح .. خلقت لنمسد بها اكتاف الاحبة ..و نطبع القبلات علي جباههم وخدودهم في ايامنا شديدة العادية

في منتصف اليوم و في لحظة لم تكن استثنائية بأي حال ..طفت في بالي

شعرت بكثافة وجودك حولي في تلك اللحظة بالذات.. اجزم اني شممت رائحة جسدك تشق غلاف العطن الذي نحيا داخله بفضل جهاز مكيف رديء في غرفة زجاجية تخلو من شباك

رفعت رأسي عن شاشة اوتكاد صماء تلبدت و ارتبكت خطوط التصميم داخلها لاري فيما يشبه الحلم وجهك الحبيب يقترب باسما ..

دفقات متواصلة من خام الحب ظلت تهدهدني كموجات طرية ..وانا بحضورك الطاغي المباغت قد رافقتني ملائكتي و اياك صعودا الي سماء اعرفها .. و فرارا من الضجر الشائع لتلك الايام العادية

تبسمت حين امتلأت عيناي بتفاصيل وجهك الجميل

طفت به مرات و مرات تستوقفني النقائد في ملامحك المسترسلة حيث تمتزج الحدة و اللين في آن ..انف بارز تتبعة استدارة لينة لخد ممتليء كريم .. جبين سلس مستقيم ثم فجأة تتفجر اعلاه موجات من الشعر المتماوج و الذي رغم قصره يوصف بالكثيف

لمحت عرايس الشعر.. تلك الشعرات البيض الجالسة في الجانب الايمن من رأسك بثياب العرس في انتظار حبييب علمن انه قادم حتما لا محالة مفروش تحت اقدامه طبقات من ورق الورد و نشارة ملونة يصحبهن الي اعشاش حب هي الجنه

.. محمود .. اني احبك

هكذا تمتم لساني بصوت فيما يبدو قد كان مسموعا .. لان زميلتي قد خرجت عن سياق اكوام الورق المرصوصة امامها لتسألني .. ايه يا بسمة في حاجه .. بتقولي حاجه ؟

ابتسمت لها و قلت بصوت هامس .. محمود وحشني يا ريت لو يجي الجمعة ..

وعدت ثانية الي سمائي العالية دون ان انتظر منها ردا

هل قلت لك يوما ان العطر هو قناع متشقق تتخبي خلفه رائحتك انت

ان العطر في زجاجته مهما غلا ثمنه هو في النهاية بلا معني ..و هو يكتسب معناه الاوحد المطلق فقط حين يمتزج بك انت

لقد شممت العطر الثمين من الزجاجة واري انه مختلف كليا عما تتشربه حواسي كلها و خلاياي العطشي ..فأسكر به .. فقط ان اقتربت مسافة كافية

وعن الطعام

ادون للذكري ها هنا كلمة انفاس .. انا و انت فقط نعرف ماذا تعني في هذا السياق تلك الكلمة ..اري بسمتك بازخة بوضوح الان ..

اؤكد لك يا حبيبي علي سبيل الوعد ايضا ..ان شوربه الخضار و سلطة التونة و البطاطس بكل انواعها رغم براعتي في تحضيرها ..و بالاضافة لكونها الاسهل و ا لاسرع و الاكثر صحية .. فان سفرتنا لن تعتمد عليهم بشكل كلي كامل .. بل سوف يتخلل ذلك بعض الاطباق الاخري التي تفضلها .. فقط اكتب لي قائمة بتلك الاكلات و انا اعدك من موقعي هذا اني سوف ابذل جل جهدي و انفاسي في سبيل ان تخرج الي النور و الي سفرتنا تلك الاطعمة

لن اتي علي ذكر عبارات بها رائحة الحزن .. لذلك سوف اقول ان صوتك اليوم كان رائعا .. وكفي

كان افضل من مرات مضت لم تتغلب فيها كما فعلت اليوم علي اشباح عنكبوتية تتسلق الاحبال الصوتية للرجال و تتغذي علي بهجتها ثم تتركها كخرقة باليه لا تصلح الا بالكاد لبعض السعلات المستهلكة المبحوحة ..

اليوم انت منتصرا .. انا فخورة بك يا فارسي الجميل

خاتمة

كنت مصرة علي ان انهي هذه التدوينة الليلة .. وكانت قبل مكالمتك الاخيرة شبه مكتمله لا ينقصها سوي الخاتمة ..

الان و بعد ان انفرط عقد الكلمات ففرت ولم تبقي الا عدة كلمات احسبها جديرة و كافية

الان اقول لك

ان صفحتي مكتوبة بك انت

احبك كليا و جزئيا و دائما

Tuesday, June 7, 2011

عودة

وكأن العاصفة التي هبت علي واديَّ الهادي المستقر قد بعثرت كل الحكايا و الخبايا
حتي التي فوق رؤسها قد قام منتصبا شاهد قبر ..
تلك التي بيدي قد دفنتها بعد اذ كفنتها برماد من حريق الساعات و الايام و الزمن الذي قد مر
كل الذكريات قد طفت علي السطح فجأة

**********************
اتذكر ذلك اليوم .. حين استقمت امامك ..وكنت بعد لا ازال صغيرة يافعة
رافعة وجهي البريءالمخضب بدموع العشق نصب قامتك السامقة الممتدة ..اتشرب بحواسي جميع تفاصيك ..اتلو علي مسامعك كلمات الحب البكر التي لم اتلفظ بها قبل حينها لسواك
كان لحضورك يومها رائحة الفانيليا لا اعرف لماذا

**********************
قلت لك يومها
ان في عينك حزن..
و رغم ثبات المقلتين ,الا اني اري فيهما ما قد كان و ما قد حدث لن ينتهي هذا العبث
انه قدر الملوك
لقد خانوك ..
لم ترُد
فارتد صوتي في الصدي
ثم اطلّ الشجن النبيل رويدا و استدار مكتملا كهالة شاحبة حول جبينك العالي كأنك ثانيةً في انتظار الردي

************************
صمتك متقن .. انت تتخبي وراء الكلام .. ووجهك الحجري لا يبوح .. وان مزقته سكاكين الالم
ولكن ..الن تنفض عن كاهلك عبء الصمت يوما وتصرخ ..؟
لماذا لا تصرخ حتي ينزاح الغيم الرابض خلف ستار القلب
قلت لك يومها اذن فلتبكِ .. لنبكِ سويا علنا نغتسل من الالام و الهجران و جراح تنبت علي الشرفة الرطبة لجدار القلب
ولكن مقلتك الجامدة قد حالت دون وصول دموعك حد الزرف ..
واا اسفا عليك ..
لقد رجوتك يومها و رجوت الرب .. كنت احبك و لم اكف ..و كان الجميع يعلم
قلت ان لم تكن لي جسدا و روحا يا حبيبي انت .. اذن فليهب لي من نسلك الرب
رجلا جميلا يرث النبل و الانف المميز و العيون يا حبيبي اخناتون
قال الحجر الرابض خلفي منقوش علي سطحه باقي الحكايا ..
ان نسله صبايا
قلت ليكن من نسل الصبايا..
ليكن رجلا يرث النبل و الانف المميز و العيون ..
بعض الحزن قد لا يضير .. و الصمت ايضا قد لا يضير ..
شريفا مؤمنا .. لكن ليس ليناً..
القيت تعويزتي و رجائي قربانا حيا ,امام ما قد تبقي من اقدامك المبتورة في قاعة المتحف يا اخناتون
و مرت الايام ..

***********************

و لأنهم قالو الرفيق قبل الطريق .. فإني جعلت سوق الرفاق هو في البداية مطلبي
أُقلب في المتاح فلا ينال رضاي ..اسمع منادي ينادي علي صنف جديد فأهرع اليه فلا اجد غير الرفاق المعطوبون
عقارب الزمن سامة ..و الوقت يمر
ادركت انه لا مفر
بدأت طريقي بلا رفيق .. و دروب الحياة طويلة
مشيت كثيرا و في عقلي يتقافز هاجس وحيد .. ان قرباني يومها كان لوجه الله و للحب خالصا ,فلماذا اذن لا انال ما اريد ؟
رجلا يرث النبل و الانف المميز و العيون ..و بعض الحزن .. و اتقان لفن رومانسي قد يوازيه ابتلاع للكلمات و بعض الصمت
ويمضي الوقت
و الرجال الطيبون موجودون .. هكذا قلت و امنت
وتساءلت ..ذات يوم و قد ملأني الحنين و استفردت بي السنين .. تتقازفني قلوب العاشقين ..وانظار الجيران و الزملاء و المحيطين
وحيدة اتقلّي فوق نيران الانكسار والانتظار
يتسرب من بين شروخ الروح اخر قطرات من امل
و القلب من رشف المرارة قد ثمل
و الوقت يمر.. هل حقا يجدي الامر ..
وسؤالي كان ..هل حقا قبل الرب القربان ؟


**************************
يبدو انك كنت تعلم يا اخناتوني المجيد , ان اوقات مع حفيدك ساعيشها بعد عقد او يزيد
اكنت تعلم انه رجل عنيد ؟
هو علي كل حال كما رغبت و كما اريد ..يحمل الارث السعيد
النبل و الانف المميز و العيون ..و بعض الحزن .. و اتقان لفن رومانسي قد يوازيه ابتلاع للكلمات و بعض الصمت
دافيء حنون .. لا يخون .. و جنوبي اصلا يا اخناتون
هو انت في صورتك الاكمل ايها الحلم البعيد
وعن السر الفريد.. فيكمن في نصاعة القلب ..و دوامات طليقة من خام الحب ..وقراطيس زاخرة بالايس كريم تغلب عليها الكرات البيض
هي حتما روح الفانيليا وريحها .. غمرتني يوم اطلقت العنان لعشق صفاتك يا ترنيمة الحب السعيد