Wednesday, April 2, 2008

بـــدايـــة

كــانت الحمائم هـن اول من نجي
صغارٌ كنُّ .. يطرن لاعبات من غصن الي فرع الي سلك الهاتف الممدود بطول النهر, مولفاً و مقرباً بين شمالة الخصب و جنوبة الطيب الدؤوب

الحكـواتي الكهل مصحوبٌ بنواح ربابتة ممطوطة الاوتار اسفل شباكي نصف المفتوح يرنم
وعن الايام و المواسم حلوها و مرها , عسيرها و يسيرها .. يقول
يخُّبرالناس في البيوت , و المارة في الطرقات ..عن البطولة و الانكسار
يحكي عن مواسم الفيض .. وعن الاخير الذي حل طوفانه ذات يوم بعيد في غير الميعاد
فكان اسوداً كئيباً متسربلا بالخراب
عن الفوضي التي عمت , والعويل المبحوح الذي لازم الحناجر
البيوت التي ذاب طينها اللبن في هدير الماء , والشجر العالي يبتلع انينه المكبوت ويسقط صريعا بعد ان تبتر العواصف الهوجاء و- بلا هواده - رقابه السامقات

و الخلايق في لحظة فاصلة يتدرعون .. ثم ينادون السفينة.. فتأبي , يستجدونها فيكون تدللها في اللحظة الحاسمة هوبمثابة رفض شامت غير مبرر او مفهوم لانقازهم من عواء امواج مفترسة يزوب في لعابها لحمهم الحي

حين يتشح الفقر بقلة الحيلة تجد الزل يترقرق في العيون الكسيرة
بعدها .. يقتحم القلوب - غازيا - فــظافرا .. اليأس
قضي الامر
بعد الطوفان .. يأتي السكون .. يلف البقاع , وقبضته اللينة يرخيها حول الارض الخربة و اشلاء الحياه التي تبعثرت
كيفما اتفق

كان هذا هو النصف الفارغ من الكوب .. !!
اما عن الاخر الممتلئ , فتحكي الربابة بعد استعادتها لجزء من ثقتها بنفسها فقدته اثناء الحكي لبشر بلا اذان تسمع و قلوب تشعر و عقول قادرة علي اتقاء الطوافين المقبلة
تقول ..

ان الموت الذي حاصر الجميع لم يتمكن من الاحرار و زوي الاجنجة ..!!
وان الحمائم كانت هن اول من نجي
صغارٌ كن .. يطرن لاعبات من غصن الي فرع الي سلك الهاتف الممدود بطول النهرواصلا بين شمالة و جنوبة

في السياط الاسعه التي جلد بها الهواء الاجنحة الحرة البريئة كان الانذار الاول
لم يخفن .. فقط تعجبن .. لم يجرح ضئالة اجسادهم و براءه اللعابهم هذا الهواء الذي هو كان بمثابة اب روحي .. يلقون بانفسهم في احضانه الضاحكه المرحبة دوما ..!؟
وحين رأت اليمامه "زرقاء" - هكذا يدعونها - بنظرها الثاقب و حكمتها الباديه رغم حداثة سنها الماء غير هاديء يتماوج مرتفعا و يبلل بطيشه اخضر الضفتين ..حزّرت .. فكان الانذار الثاني

حين تتشح " الرغبة في البقاء " ب" الخير و الجمال ".. تجد العزة بارقة ناصعة في المقالي الحرة
بعدها .. يقتحم القلوب غازيا فظافرا .. الامل
ربما مشوبا بالتوجس من المجهول و لكنه علي اي حال امل

لم يخبر الحكواتي كيف قويت اجنحة الحمائم علي مغالبة هواء عتيد يأتي منذرا بطوفان عظيم .. ولا متي اتخذت قرارها الصعب بالرحيل مؤقتا عن الوطن المنكوب .. ولاعن جسر العودة الممدود بين الوطن البديل المؤقت و الاصلي المحفورة تفاصيله علي الخلايا و جدران العروق سري فيها قبل الدماء
فاطلاق الخيال لاستنتاج تفاصيل التجربة هو غاية الحكواتي .. و وسيلة البشر .. للحصول علي عقول مرنة واعية لا يعيث فسادا في تلابيبها الصدأ
فقط غني ان قد عادت الحمائم وفي اقدامها الخير تبدره حياة جديدة و تهديه لخصب الارض .. و في حناجرها النغم تطلقه اغنيات جديدة تهديها لروح الوطن

1 comment:

Unknown said...

بداية جميلة لكاتبة أجمل
وخلفية قوية لمدونة أقوى
بحبك وعاوزاكى متألقة دايماً يا قمر